الوعي بحقيقة المعركة سلاحنا الأهم في مواجهة الهاشمية

الوعي بحقيقة المعركة سلاحنا الأهم في مواجهة الهاشمية

أنس الخليدي

منذ بدء المعركة وأنا أستمع بفضول وإهتمام كبير إلى جوهر الخطاب السياسي والعسكري الموجه لليمنيين في تعريف المعركة القائمة وتوصيفها توصيفًا حقيقيًا بمفهومها التاريخي.
وبكل أسف استمر تعريف ووصف المعركة مسلوبًا تحت عباءات عديدة من أبرزها الدينية والسياسية، غير أن المعركة في حقيقتها وجودية.
معركة تستهدف الذات والهوية اليمنية، وإمتداد لصراع تاريخي هاشمي يمني حشدت فيه الهاشمية جميع إمكانياتها وسلالتها من كل بلدان العالم، واستدعت جميع قدراتها على المستوى العسكري، والسياسي، والعقائدي، والفكري، والثقافي مؤمنة إيمانًا مطلق على حسم هذا الصراع التاريخي الطويل، وتحقيق الحلم التاريخي الذي أفنت لأجله مئات الأجيال الهاشمية عمرها منذ ١٤٠٠م عام في سبيل تحقيقه.
لكن اليمني، وبالرغم من غياب وقصر مفهومية تاريخ المعركة مع السلالة الهاشمية كان له رأي أخر في كل فصل من فصول هذا الصراع، وقد نجح في ردع الهاشمية وإفشال مشروعها السلالي، وتحجيمه ولو بشكل مؤقت.
اليوم وبفضل الوعي القومي وبجهود الأقيال أصبح تعريف المعركة واضحًا، ومكشوف تاريخها وهويتها، فكل يمني يدرك اليوم أننا لا نخوض المعركة مع الهاشمية دفاعًا عن دين أو معتقد، ولا تنافسًا على السلطة، بل نخوضها دفاعًا عن يمنيتنا، وهويتنا، وذاتنا، وتاريخنا، وماضينا ومستقبلنا، نخوضها تحت مفهوم واحد: فناء يمنيتُنا أو بقاؤها وبقاءنا.
منذ بدء المعركة مع الهاشمية التقيت الكثير من النخب والقيادات السياسية والعسكرية، وجلست مع المئات من المقاتلين في جبهات مختلفة، ولطالما كنت أتوجع وأحزن وأغضب حينما أسمع توصيفًا تافهًا للمعركة، وتقديمها بمسميات سياسية ودينية، وأغضب كثيرًا حينما أسال مقاتل عن سبب وجوده في جبهات القتال ويجيب لأجل راتب أو رتبة، أو لأجل دين أو عقيدة أو لأجل حزب أو كيان أو جماعة، كانت أجوبة سخيفة لكنها تحمل في مفهومها مؤشرات سلبية تقود إلى هزيمة أو نصر مؤقت.
كنا ولا نزال نقول أن أهم معيار لتحقيق الإنتصار أن يكون القائد، والجندي، والمقاتل، والمقاوم مسلح ولا أقصد بالبندقية، انما بالفكر والوعي المتشبع بتاريخ وثقافة المعركة، وهي معايير مهمة للغاية تسهل علينا معرفة مشروع وهدف العدو الذي نقاتله اليوم.
بالتالي، ومهما شعرنا ولمسنا اليوم بوجود الوعي القومي بالمعركة من قبل الكثير، لكننا في الحقيقة لا نكتفي بهذا القدر من الوعي ولن نكتفي حتى يتحول كل جندي إلى عنصر فدائي مسلح بالوعي، ويستند على تاريخ ومشروع، وهدف سامي يقاتل لأجله، ويمنيتُنا، وهويتها، وجمهوريتنا أهداف سامية في سبيلها ترخض أوراحنا، وممتلكاتنا.