الإخوان وحرية التعبير

الإخوان وحرية التعبير
فهد طالب الشرفي

فهد طالب الشرفي

كتب أحد الأصدقاء وهو نازح في مديرية مجمع مأرب “نطاق سيطرة الإخوان” منشورا قال فيه لماذا تشتمون فهد الشرفي، ولا تتعاطون مع ما يطرح بالحجة والمنطق، فانهالت عليه الشتائم والتهديدات والتي بلغت في أقل من ساعة حد التهديد بالخطف والقتل في الخاص.

كنت قد أرسلت له فور كتابة منشوره أن يحذف المنشور خوفا عليه من الأذى، رغم إني لا أعرفه إلا من أشهر في “الفيسبوك”. حذف منشوره مرغما خلال ساعة وحدث هذا قبله وبعده ويحدث هذا بشكل مستمر ويتساءل حتى من يدخل لوضع إعجاب أو تعليق في حسابي حتى وإن كان قد قدم معهم التضحيات وجند نفسه لخدمتهم لسنوات، وليس الأمر متعلق بأخيكم فقط.

بل كل من يعبر بطريقة محترمة عن أي مكون لا يروق للإخوان مثل المجلس الانتقالي أو غيره، فإنه لا يأمن على عرضه ونفسه وحاله وماله تحت سلطة الإخوان وبشكل أبشع مما يحصل في مناطق سيطرة الحوثي للأسف الشديد!!.

في الأزمة الأخيرة التي افتعلها الإخوان في شبوة، ارتفع منسوب خطابهم التحريضي الحاقد المليء بالتخوين والشتائم واباحة العرض والدم لكل القوى من مؤتمر وانتقالي ولمجلس القيادة الرئاسي.

وتركزت حفلة الشتيمة “الإخوانجية” على شخص فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي. وتفاجئوا وصُدموا بحالة الوعي الشعبي وردة الفعل القوية التي دافعت عن الرئيس ومجلس القيادة وأدانت الفساد والتمرد والتطرف والخيانة، ورغم ارتفاع حدة التوتر، ظل الكثير من قيادات الإصلاح المتواجدين في عدن “من نواب ووزراء ووكلاء ومسئولين ونشطاء” دون أن يتأثر أحد منهم أو يناله أي أذى حتى لفظي وهو يدافع عن حزبه وموقفه من داخل العاصمة عدن وهذا شيء طبيعي يشكر عليه الجنوبيون.

السؤال الذي اتحدى أي إخواني أن يرد عليه ماذا لو تواجد خلال هذه الأسابيع في مجمع مأرب شخص يدافع عن الانتقالي أو المجلس الرئاسي، ويدين تمرد الإصلاح وغلامه لعكب؟ كيف سيكون مصير هذا الشخص؟ وهل يستطيع الإخوان أن يسمحوا لأي شخص معارض لهم ليقول رأيه بكل وضوح وقوة في نطاق أي سيطرة لهم دون أن يلحقه أي أذى أو تهديد ووعيد وتهجم واعتداء إلى داخل سكنه؟؟

الرد على هذا السؤال يُعري هذه الجماعة التي لا تؤمن بالتعدد ولا تحترم الاختلاف. ولا تمارس النهج الديمقراطي، ولا تربي منتسبيها على احترام قيم الحرية التي يناضل من أجلها الشعب في مواجهة مشروع الإمامة.

وأخيرا أقول لهم ما الذي تركتم للحوثيين؟.

من صفحة الكاتب في فيسبوك.