كيف أساء متشددي اتحاد الطلاب اليمنيين في تركيا إلى البرفيسور حبيب سروري.

كيف أساء متشددي اتحاد الطلاب اليمنيين في تركيا إلى البرفيسور حبيب سروري.

محمد العليمي

حدث الأمر على النحو التالي.

قدِم الدكتور حبيب سروري من فرنسا بعد دعوة وجهها له اتحاد الطلاب لإلقاء محاضرة في فعاليتهم التي ستستمر لأيام عنوانها “النهضة المعرفية في الزمن الرقمي”، عنوان علمي بحت، ولتسجيل لقاء خاص على شاشة قناة بلقيس.

رحب سروري بالدعوة وتم حجز تذكرة الطيران وقد وصل إلى اسطنبول ليذهب بعدها إلى المدينة التي ستقام فيها الفعالية، استبق الدكتور سروري الفعالية بكتابة منشور ودي ينتقد فيه مفهوما داخل لائحة اتحاد الطلاب.، وضع ملاحظة على مفهوم تعميق الهوية الإسلامية الذي جاء في الهدف الثالث للاتحاد، باعتبار أن الهوية الإنسانية تكفي لأن تكون مشتركا عاما بعد أن تكون هناك الهوية الوطنية والقومية، ويأتي مفهوم الانتماء الإنساني في المرتبة الكبرى بعد المحلي والقومي.

جاء نقد سروري الثاني حول هدف الملتقى والذي ذكر أنه يهدف لترسيخ الهوية الإسلامية السوية، وهذا نقد طبيعي لأن كلمة “السوية” كلمة ليس لها مدلول إلا في ذهن صاحبها، كل الطوائف التي ظهرت منذ بدء الإسلام تعتقد أنها سوية رغم انحرافاتها.

أول ما فعله التيار التابع لحزب الإصلاح داخل الاتحاد أنه ضغط على اللجنة الإدارية لرفض قبول سروري بعد أن وافقت وتمت دعوته وترتيب جميع الإجراءات، بحجة أنه ملحد.

عندما رفضت اللجنة الإدارية تنفيذ الضغوط تم إيقاف الدعم المخصص لهم من جهات معينة لإقامة الفعالية وكان مبلغها بحدود عشرة ألف دولار، وتمت ممارسة ضغوط واسعة جدا على الطلاب الذين وجهوا الدعوة للبرفيسور.

تم تهديد اللجنة أيضا بأنه سيتم إيقاف الحفل، وإفشاله وقالوا لهم بالحرف الواحد أنهم لا يضمنون ماذا سيحدث داخل قاعة.. هذه إشارة إلى أن بعض الحاضرين سيرتكبون تصرفات حمقاء داخل القاعة أثناء محاضرة الدكتور سروري.

عندما عجزت الهيئة الإدارية عن حل المشكلة أحالت القضية الى المؤتمر العام وعدد أعضائه 235، صوت نحو 66 في المائة على عدم حضور سروري وصوت نحو 15 في المائة على حضوره وامتنع آخرون عن التصويت.

في اليوم المقرر للسفر، وقبل ساعات فقط اتصل أحد أعضاء اللجنة الإدارية ليحاول تفادي الأمر مع البرفيسور سروري بطريقة خجولة، لكنهم لم يكونوا قادرين على إنجاح الفعالية أو تجاوز الأزمة القائمة، ولا يستطيعون التنبؤ بما يمكن أن يحدث أثناء المحاضرة.

لم يكتف أعضاء الاتحاد الرافضين بهذا الموقف، بل يتداولون حديثا أن هناك تيارا داخل الاتحاد يعمل على نشر أفكار إلحادية في أوساط الطلاب، هذه تهم واضحة للذين حاولوا استضافة سروري.

ستكون مهمة المؤمنين الصغار في الفترة القادمة هي تخليص الاتحاد من تيار الملحدين المتخفي بحسب ما يزعمون.