آمنة.. شردتها الحرب مرتين ولم تهزمها (تعيل أسرتها وتحلم بالجامعة)

آمنة.. شردتها الحرب مرتين ولم تهزمها (تعيل أسرتها وتحلم بالجامعة)

خاص- ميون – منية عبدالله

 

“ليومين متواصلين كنا نبيت في العراء رغم قسوة طقس مدينة إب التي نزحنا إليها من مدينة الحديدة الساحلية في مطلع 2018، كنا أسرة كبيرة، أنا وأخواتي الخمس ووالداي واخواي وزوجتيهما وأطفالهم، كان عددنا لايقل عن ٢٠ شخصا نصفهم أطفال”

هكذا تروي آمنة سالم (25 عاما) قصتها بعد رحلة تشرد ومعاناة بسبب الحرب، حيث غادرت منزلها مع اسرتها بعد أيام من الحصار وسط نيران الاشتباكات في حي 7 يوليو شرق مدينة الحديدة.

تضيف آمنة: عانينا كثيرا آنذاك حيث لم نجد مأوى بعد نزوحنا من منزلنا، خرجنا بأرواحنا ولم نأخذ معنا أي شيء، لا ملابس ولا أغراض ضرورية.
انتقلنا لمدينة اب حيث جاد علينا فاعلو الخير بمنزل سكنا به جميعنا، ثلاث أسر في بيت واحد مكون من غرفتين، مكثنا فيه لمدة عام ونصف حيث كان البيت الذي نسكنه غير ملائم للعيش، كان بغير أبواب ولا نوافذ تقينا البرد الشديد خصوصا أن والدي كبير بالعمر ويعاني امراضا مزمنة، كانت قدماه تتورمان من شدة البرد.

سمعنا فيما بعد بأن الأوضاع قد هدأت في الحديدة فعدنا إليها، لكننا صدمنا بأن منزلنا كان قد أحبط بالالغام مثل كل البيوت في تلك المنطقة اضطررنا لاستئجار بيت اخر لكنه كان معرضا للخطر بفعل الاشتباكات القريبة، حيث اخترقت رصاصة طائشة إحدى نوافذه الأمر الذي دفعنا للنزوح مرة أخرى، إلى مدينة عدن هذه المرة ولكن وحدنا نحن البنات دون اخوتي الأولاد، استأجرنا منزلا وحصلت على عمل في معهد بدوام جزئي فكنت ادفع راتبي ايجارا للمنزل ولا يكفينا لمصروفنا فلجأت إحدى اخواتي لتعلم مهنة الخياطة والأخرى لمهنة النقش ووجدت عملا آخر كمربية في إحدى المدارس وكنت أعمل صباحا ومساء وحين فقدت عملي بالمعهد بسبب المضايقات التي تعرضت لها وجعلتني اتركه لجأت لتعلم النقش من أجل توفير لقمة العيش لأسرتي وهانحن نعيل اخواتنا الصغيرات ووالدنا المعاق ووالدتنا ومع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة تزداد معاناتنا وتكبر مسؤوليتنا، كنت أحلم وما زلت بدخول الجامعة، لكن الحرب داهمتني وشردتني بعد إكمالي للثانوية، والبت على كاهلي، أنا واختاي اليافعتان مسؤولية كبيرة، لذلك نعمل من أجل توفير حياة كريمة لأمي وأبي وأخواتي الصغيرات.