“السوشال ميديا” ودورها في خلق وعي الشباب وتطوير مشاريعهم

“السوشال ميديا” ودورها في خلق وعي الشباب وتطوير مشاريعهم

علي جعبور | عدن

منذ مطلع العام 2011 شهدت اليمن مثل بقية بلدان ما عرف بالربيع العربي نموا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث استخدمت كأداة للضغط على النظام وكشف الفساد الحكومي والتلاعب بالمال العام، وتحولت الصفحات الإلكترونية، خصوصا فيسبوك، إلى منصات خاصة تنشر من خلالها أخبار التظاهرات في معظم المدن اليمنية، حيث بإمكان اي شخص أن يمتلك حسابا خاصا للتعبير من خلاله عن أرائه وتدوين يومياته بالإضافة الى استخدامه كنافذة يراقب من خلالها بعض ما يجري على المستويين المحلي والعالمي ويدلي بدلوه في ما يختص بذلك.

أصوات مشرقة..

ورغم انزلاق اليمن الى حرب أهلية مدمرة، ظلت على الساحة الافتراضية أصوات مشرقة تنشر قيم المحبة والتسامح وتروج للأفكار والمشاريع الهادفة وتذكر بالروابط الاجتماعية المشتركة بالإضافة الى دورها في فضح الفساد والمستفيدين من استمرار الحرب.
“فيسبوك” منصة لترويج مهنة مغمورة..
بدأ خالد محمد (22 عاما) مهنة تركيب الصحون اللاقطة كهواية في أحد مدينة عدن جنوب اليمن وظل محافظا على مهنته رغم مردودها المادي الضئيل.
ومنذ العام 2015 لجأ خالد إلى وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمهنته وجعل من صفحته على فيسبوك منصة لنشر أعماله وإشهار نفسه، وكان تفاعل المجتمع العدني معه إيجابيا، حسب وصفه، حيث تناقل الناس فيديوهاته التي لا تخلو من الطرافة أيضا.
ويضيف: “كانت بداياتي الأولى في هذا العمل مع تلفزيون البيت الخاص بنا، كنت أراقب المهندس كيف يقوم بإصلاح اللاقط وبعد مغادرته اعيد التركيب من جديد ثم انتقلت لإصلاح لاقطات الجيران، كان عمري حينها 10 سنوات وكنت أعمل بدون جهاز واضطر لحمل التلفزيون والرسيفر معي الى سطح المنزل”.
ويستطرد: “بداية شهرتي كانت في حدود الحارة التي أسكنها وكان عملي كله بدون أي مقابل مادي حتى سنة 2015 تبرع لي شخص بقيمة أدوات العمل، ثم طرأت لي فكرة الترويج لنفسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقمت بنشر أول مقطع فيديو على الفيسبوك عرفت فيه بنفسي أنني مهندس صحون لاقطة وصورت بعض أعمالي والأجهزة والعدة التي أحملها ولم اتوقع أن يلاقي الفيديو شهرة كبيرة لكنه انتشر بالفعل على نطاق واسع في المدينة بسبب مشاركات الأصدقاء والناشطين والإعلاميين”.
ويردف: “منذ ذلك اليوم اشتغل في كل مديريات محافظة عدن، والجميع يعرفني بلقبي “خالد الكنج أو أبو الديش” لكن للأسف تم تهكير حسابي على فيسبوك وفقدت الكثير من المتابعين، لكنني لم استسلم وفتحت حسابا جديدا، لدي الآن ٥٠٠٠ صديق و ٢٣٠٠ متابع قابل للزيادة، فيسبوك خدمني كثيرا واستطعت من خلاله الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن وتوسيع نطاق عملي ولولاه لكانت شهرتي لا تتعدى حدود حارتي”.
ويختم خالد مبتسما “اتمنى أن يكون لدي محل صغير لبيع مستلزمات “الديشات” الصحون اللاقطة، ويكون مقرا لي لتواجدي وللجلوس به في أوقات فراغي، ورسالتي للشباب أن بستغلوا وسائل التواصل الاجتماعي في نشر كل ما يفيدهم ويفيد مجتمعهم ويبتعدوا عن ما يثير الكراهية ويغذي الحرب”.
من جانبه يشير عبدالرحمن الشعراوي وهو أحد المستفيدين من خدمات خالد أنه تعرف عليه من خلال صفحته على الفيسبوك وأعجب بعمله ومستوى اجادته له.
ويضيف الشعراوي: بعد تعرفي على خالد أخذته معي الى المنزل وقام بإعادة إصلاح وتوجيه الصحن اللاقط الخاص بي بطريقته الخاصة وأضاف لي قنوات كثيرة كنت بحاجة لمشاهدتها مثل القنوات التي تبث دوريات الرياضة العالمية مجانا وقنوات الأطفال وقنوات عالمية هادفة.

من جانبه يوضح علاء حسين أن خالد نموذج مشرق للشباب الذين يملكون إرادة قوية وإصرارا على إثبات ذاتهم في المجالات التي تعود بالنفع على مجتمعهم، وقد برهن للجميع أن أي شخص يطمح الى النجاح في مجال عمله، مهما كان بسيطا، فبإمكانه فعل ذلك إذا تحلى بالصبر والعزيمة.
خالد محمد، أو “أبو الديش” كما يحب أن يلقب هو واحد من نماذج كثيرة لشباب وشابات بمدينة عدن سخروا وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة مشاريعهم الخاصة ووفروا خدمات لمجتمعهم خلال ظروف الحرب واثبتوا للجميع قدرتهم على النجاح والانتصار للحياة مهما كانت الظروف سيئة وغير مواتية.